لحظة انفصال عن العالم
في
يوم الأربعاء الموافق 31/ 10 الساعة العاشرة صباحًا، على مقهى "انفصال عن العالم"
-هكذا يدعى- الذي يطل على النيل، كان يجلس
جبران خليل جبران متأملًا منظر النيل وهو يحتسي الشاي، في نفس اللحظة الذي أقبل
فيها العقاد ليحتسي قهوته، التي اعتاد أن يحتسيها صباحًا في منزله قبل العمل، لكنه
اليوم قرر أن يتناولها في مقهى. فبينما هو يسير وجد هذا المقهى، فجذبه اسمه جدًا، وقرر
أن يدخل ليشرب قهوته، ويعرف ما السر وراء هذا الاسم؟!.. وفي اللحظة نفسها، جاء
أحمد زكي أبو شادي مع صديق له، وقد أصر أن يدعوه على الإفطار في هذا المقهى، الذي
قال عنه كلامًا جميلًا، وأن سبب تسميته بهذا الاسم جمال المنظر الطبيعي، فهو يطل
على النيل والورد والأزهار الطبيعية، فمن يدخل هذا المكان ينفصل عن العالم من
هدوئه وجماله. لمح العقاد جبران خليل جبران وهو جالس، فقرر أن يذهب إليه ليلقي
عليه التحية ويعرف آخر أخباره، وأخبار شعره، وعرف العقاد من جبران أنه –غالبًا- ما
يأتى إلى هذا المقهى، كما عرف منه –أيضًا- سبب تسمية هذا المقهى بهذا الاسم.
وبينما هما يتحاوران لمح جبران أحمد زكي أبو شادي جالسًا مع صديقه، فذهب إليه هو
والعقاد ليلقوا عليه التحية، وأخذهم الحوار إلى منعطف آخر، وهو أن يعقدوا مناظرة في
هذا المقهى عنوانها (ما الشعر بالنسبة لك؟)، وتجمع كل من في المقهى ليحضروا
المناظرة، فلا يحدث هذا كثيرًا. وحدثت المناظرة كالتالي:
فقال
(العقاد) في مفهومه عن الشعر:
|
هو
تعبير عن النفس الإنسانية في فرديتها وتميزها، فالشعر يصدر عما يشعر الإنسان من
فرح وحزن، وقد قال أيضًا إن الشعر هو: التعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من
خلال وجدانه؛ فليس منه شعر المناسبات والمجاملات، ولا شعر الوصف الخالي من
الشعور، ولا شعر الذين ينظرون إلى الخلف ويعيشون في ظلال القديم، ويعارضون
القدماء عجزًا عن التجديد والابتكار، بينما الشعر الجيد هو ذلك الذي يقوله هؤلاء
الشبان الذين ينظرون إلى الأمام، معبرين عن ذواتهم وعواطفهم، وما يسود عصرهم من
أحداث ومشكلات.
|
وعندما
انتهى العقاد من حديثه، بدأ جبران في سرد مفهومه عن الشعر..
جبران:
ويستأنف
كلامه بقوله:
|
الشعر
روح مقدسة، متجسمة من ابتسامة تُحيي القلوب، أو تنهيدة تسرق العين مدامعها،
أشباح مسكنها النفس، وغذاؤها القلب، ومشربها العواطف.
هو
شجرة مغروسة على ضفة نهر الجمال، ذات ثمار يانعة تطلبها القلوب الجائعة، بلبل
يتنقل على أغصان الكلام وينشد أنغامًا تملأ خلايا الجوارح لُطفًا ورقةً.
|
أحمد
زكي أبو شادي:
|
الشعر
هو تعبير حر عن المشاعر والعواطف والمعاناة، ولا يجب أن يكون الشاعر سجينًا في
بحر الشعر، ولا يستطيع أن يعبر بحرية عن مشاعره.
|
وفي
نهاية المناظرة قد فهم كل منهم رأي الآخر في فهم الشعر.
انتهى..
إعداد الطالبات:
آيات خلف الله عمران رضا عبد الرحيم سعد
ياسمين عماد عبد العزيز
تعليقات
إرسال تعليق