الإيقاع الخامس
ولنذهب الآن إلى إيقاع جديد.. إيقاع أكبر يا صديقي.. إيقاع يخرج لنا من داخله عددا كبيرا من الإيقاعات الأخرى.. اسحب طاولتك الآن.. دق عليها هذا الإيقاع.. دقة واحدة (دُمْ)، ثم دقتين (دُدُمْ)، وأتبعها بدقتين بينهما سكتة (دُمْ دمْ)، ثم دقة فدقتين (دُمْدُ دُم)، ودقة، فدقتين أخريين (دُمْ دُدُمْ)، وأخيرا ضربة (دُمْ).. هكذا يكون الإيقاع:
دُمْ دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ/دُمْ دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ
/o//o/o /o/o//o /o//o/o /o//o/o /o/o//o /o//o/o
نعم يا صديقي.. إنه إيقاع طويل وصعب.. لكن قليلا من التكرار يجعله سهلا.. كرر هذا كثيرا قدر المستطاع.. تلاحظ بالطبع أن هذا الإيقاع لا يمكن أن يضم في تفعيلة واحدة، ولا يمكن حتى أن يضم في تفعيلتين، لذا ضم في ثلاث تفعيلات.. (فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن).. ستسأل بالطبع: ولم كتبت (دُمْ دُمْدُ دُم) هكذا؟ ولماذا كتبت (مستفع لن) على هذه الصورة؟ الإجابة بسيطة يا صديقي.. إنها تشير إلى أن (مستفع لن) هذه المرة تتكون من (/o سبب خفيف) + (/o/ وتد مفروق) + (سبب خفيف).. وليس (/o سبب خفيف) + (/o سبب خفيف) + (//o وتد مجموع).. ستقول لي: وهل هذا يفرق كثيرا؟ سأقول لك نعم.. في النظرية العروضية هناك اختلاف.. أنت تعرف أن الزحاف يأتي في الأسباب ولا يأتي في الأوتاد.. موضع الزحاف هنا سيكون في السبب الخفيف في أول التفعيلة، ونظيره في نهاية التفعيلة، ولن يمس أبدا الوتد المفروق.. هذه هي الفكرة يا صديقي، فعليك أن تعيها جيدا[1].
هذه المرة سنلعب لعبة الدخول والخروج كثيرا يا صديقي.. أنت ترى بنفسك طول الإيقاع المتكرر.. سأخرج أنا الآن وسأعود إليك وأنت تدق إيقاعك.. سيأتي دخولي متزامنا مع الانتهاء من الدقة الأولى.. ستكون البداية (دُدُمْ).. سأسمع أنا الإيقاع هكذا:
دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ/دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ
//o/o/o /o//o/o //o/o/o //o/o/o /o//o/o //o/o/o
هذا نستطيع أن نعبر عنه كالآتي: (مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن).. تلاحظ بالطبع شكل (فاع لاتن)، وتعرف بالطبع المقصود الآن.. نعم.. إنه الوتد المفروق ثانية..
هب أن دخولي جاء في المرة الثانية بعد (دُدُمْ).. ستكون البداية عند (دُمْ) التالية لها.. وسيكون الإيقاع الذي أسمعه أنا هو:
دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ/دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ
/o/o/o/ /o/o//o /o/o//o /o/o/o/ /o/o//o /o/o//o
ونعبر عن ذلك الإيقاع بـ(مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن).. وهنا تظهر وحدة موسيقية جديدة علينا.. إنها (مفعولاتُ).. لن تجدها إلا هنا، فتذكرها.
ولنتخيل أن دخولي في المرة الثالثة جاء مع الدقة التالية (دُمْ).. عندها ستكون البداية: (دمْ دُمْدُ).. وسكون ما أسمعه هو:
دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ/دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ
/o/o//o /o//o/o /o//o/o /o/o//o /o//o/o /o//o/o
هذا يا صديقي نعبر عنه هكذا (مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن).. هل أنت في حاجة للسؤال عن شكل (مستفع لن) ثانية؟ أسمع تقول: "بالطبع لا"..
سأغيب وقتا أطول هذه المرة، وسأعود بعد دقة أخرى، وسيكون الدخول متزامنا مع (دُمْ) التالية لـ(دُمْدُ).. سيكون الإيقاع:
دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ/دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ
/o/o//o /o/o//o /o/o/o/ /o/o//o /o/o//o /o/o/o/
هكذا يكون (مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ).. ستقول لي بالطبع إننا قد اتفقنا على أننا لن ننتهي بمتحرك أبدا، وهنا أنت تقول إننا سننتهي بمتحرك، وسنسكت بعدها، وهذا يضيف سكتة (ساكن).. نعم يا صديقي.. معك حق في كل هذا، ولكن لننتظر إلى النهاية.. وسأوضح لك في حينه أننا طبعا لن نتوقف عند المتحرك هذا.. فقط عليك الانتظار[2].
أخيرا سأغيب وقتا أطول وأطول، وسأعود بعد تفعيلة (مستفعلن) التي بدأنا بها الإيقاع السابق.. ستكون البداية مع (دُمْ).. إنها (مستفعلن) الثانية في الإيقاع السابق.. سيكون الإيقاع هكذا:
دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ/دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ
/o/o//o /o/o/o/ /o/o//o /o/o//o /o/o/o/ /o/o//o
ستقول بالطبع إننا سنعبر عن هذا الإيقاع بـ (مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن)..
هكذا نكون قد انتهينا من الصور المختلفة لهذا الإيقاع الذي تدقه أنت على طاولتك.. إيقاع واحد، ولكن اختلاف البداية أعطى لنا ست صور مختلفة، ولعلك لاحظت أننا كان يمكننا استخراج صور أخرى لهذا الإيقاع من خلال البداية من نقاط أخرى، وهذا ما أشار إليه العروضيون، مؤكدين أن هذه الإيقاعات الأخرى هي إيقاعات مهملة لم يكتب عليها الشعراء[3].
نستطيع الآن أن نلعب لعبتنا المعتادة.. ارسم دائرتك يا صديقي.. وضع عليها الآتي: (/o //o /o /o /o/ /o /o //o /o).. كرر ذلك مرتين.. أنت الآن مع إيقاع (فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن).. فقط عليك أن تعرف أن هذا سيصنع لك بحرا يسمى (الخفيف)..
ولتكن البداية من الوتد المجموع.. هكذا: (//o /o /o /o/ /o /o //o /o/o).. أنت الآن مع إيقاع (مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن)، وهذا يسمى بحر (المضارع)..
الآن ابدأ كالآتي: (/o /o /o/ /o /o //o /o /o //o).. هذا إيقاع (مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن).. إنه بحر (المقتضب)..
واجعل البداية هكذا (/o /o/ /o /o //o /o /o //o /o).. إنه (مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن) وهو بحر (المجتث)..
ولتكن البداية (/o /o //o /o /o //o /o /o /o/).. سنكون مع إيقاع (مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ)، وهذا بحر (السريع)..
وأخيرا اجعل البداية (/o /o //o /o /o /o/ /o /o //o).. وهذا إيقاع (مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن)، وهذا بحر (المنسرح).
ستة بحور إذن يا صديقي هي محصلة هذه الدائرة الخامسة التي بين أيدينا.. واسم هذه الدائرة (المشتبه) واعلم أنها آخر الدوائر العروضية.. إنها نقطة النهاية يا صديقي.
أولا: بحر الخفيف:
يتكون بحر الخفيف كما علمت من تكرار الإيقاع (فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن) مرتين، بواقع مرة واحدة في كل شطر.. والآن أنت في حاجة لتثبيت هذا الإيقاع في قلبك ووجدانك.. اسحب طاولتك وابدأ الدق عليها:
دُمْ دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ/دُمْ دُدُمْ دُمْ دمْ دُمْدُ دُم دُمْ دُدُمْ دُمْ
كرر هذا عشر مرات على الأقل، ولا تمل من التكرار، فهذا فقط هو ما سيجعل الإيقاع يتغلغل داخلك..
الآن هل يكون صعبا علينا أن نلعب لعبة التخمين أو التوقعات؟ بالطبع لا.. أجزم أنك تستطيع تحديد الزحافات التي يمكن أن تصيب هذا البحر.. أسمعك: "تقول ربما يحذف الثاني الساكن من فاعلاتن، فتتحول إلى فعلاتن، وهذا زحاف الخبن، وهو الزحاف ذاته الذي يصيب مستفعلن فيحولها إلى متفعلن.. كما يمكن أن يحذف السابع الساكن من فاعلاتن فتتحول إلى فاعلاتُ، وهذا زحاف الكف، وهذا الزحاف قد يصيب أيضا (مستفع لن) فيحولها إلى (مستفع لُ)".. أنت لم تنس طبعا أن مستفعلن هنا تتكون من سبب خفيف ووتد مفروق وسبب خفيف، ولهذا أصاب الكف هذه التفعيلة.. وتتذكر طبعا أننا قلنا قبل ذلك إن الجمع بين زحافي الخبن والكف (أي حذف الثاني الساكن والسابع الساكن معا) يسمى زحاف الشكل.
الآن حان وقت لعبة الملاحظات.. سنقرأ البيت التالي، وسننتظر ملاحظاتك:
ما مضى فات والمؤمّّل غيبٌ ولك الساعة التي أنت فيها
الكتابة العروضية:
ما مضى فا/ ت ولمؤم/ مل غيبن
/o//o/o //o//o ///o/o
ولك سسا/ عة للتي/ أنت فيها
/o//o/o //o//o /o//o/o
ابدأ الآن يا صديقي.. ملاحظتك الأولى بالتأكيد هي أن التفعيلة الثانية في كل شطر قد جاءت (متفعلن)، حيث أصيبت بزحاف الخبن وهو حذف الثاني الساكن.. واعلم هنا يا صديقي أن هذا الزحاف يصيب هذه التفعيلة كثيرا جدا في بحر الخفيف.
كما ستكون الملاحظة الثانية أن الزحاف ذاته (الخبن) قد أصاب تفعيلة العروض فتحولت إلى (فعلاتن).
ولننظر بيتا آخر:
خلّ عنك الأسى وعش مطمئنا في ظلال المنى ودفء الهوى
الكتابة العروضية:
خلل عنك لـ/ أسى وعش/ مطمئنن
/o//o/o //o//o /o//o/o
في ظلال لـ/منى ودف/ ء لهوى
/o//o/o //o//o /o//o
لست في حاجة إلى أن أؤكد أنك تستطيع وحدك أن تدرك كل التغييرات الموجودة في الإيقاع هنا.. ستقول لي بكل تأكيد إن الملاحظة الأولى هي أن التفعيلة الثانية في كل شطر جاءت مصابة بـ(الخبن) فتحولت إلى (متفعلن).. ألم أقل لك إن هذا يحدث كثيرا جدا في هذا البحر؟
الآن ما ملاحظتك الثانية؟ لاحظت قطعا أن هناك تغييرا كبيرا في تفعيلة الضرب.. نعم لقد فقدت سببا خفيفا كاملا في نهاية التفعيلة، فتحولت من (فاعلاتن) إلى (فاعلا أو فاعلن) فقط.. ألا تذكر هذه العلة؟ إنها علة الحذف يا صديقي، وقد مرت علينا كثيرا.
ولنذهب إلى بيت جديد:
قتل الجهل أهله ونجا كل من عقل
الكتابة العروضية:
قتل لجهل أهلهو ونجا كلل من عقل
///o/o //o//o ///o/o //o//o
أيحتاج الأمر إلى جهد كبير لتستخرج ملاحظاتك؟ أسمعك تقول: "لا.. هذا أمر يسير.. الملاحظة الأولى أننا فقدنا تفعيلة في كل شطر".. ثم تقول مهللا: "هذه هي الصورة المجزوءة لبحر الخفيف".. أحسنت أحسنت.. وماذا عن بقية الملاحظات؟ تقول الآن إن الملاحظة الثانية هي أن كل التفعيلات في هذا البيت قد أصيبت بزحاف الخبن فقد جاء البيت على وزن (فعلاتن متفعلن... فعلاتن متفعلن).
انتهينا الآن من ملاحظاتنا.. وانتهينا كذلك من بحر الخفيف.. حان وقت الراحة ثم العودة لألعابنا المعتادة.
اللعبة الأولى:
أكمل ما يلي وفقا لما فهمت:
- بحر الخفيف يتكون من تكرار....................
- تصيب علة الحذف بحر الخفيف، فتحول ........... إلى ..............
- يصيب زحاف.......... تفعيلة مستفعلن في بحر الخفيف كثيرا فيحولها إلى............
- من الزحافات التي تصيب بحر الخفيف أيضا زحاف الكف، وهو............. وزحاف الشكل وهو..............
- يأتي بحر الخفيف على الصورة التامة، وعلى الصورة............
اللعبة الثانية:
اختر الكلمة المناسبة إيقاعيًا لتكمل بها البيت:
أمة تنشئ ....... وتبني كبناء الأبوة الأمجاد
- الدنيا - الحياة - العالم - الكون
اللعبة الثالثة:
البيت التالي على بحر الخفيف، ولكني سأتعمد الآن أن أخطئ في كتابته.. حاول أن تصل إلى موضع الخطأ..
قف تمهل وخذ أمانا لقلبي من أعين المها وراء السواد
اللعبة الرابعة:
احفظ الأبيات التالية، وحاول أن تغنيها مع إيقاع بحر الخفيف الذي ستعزفه على طاولتك..
يقول شوقي:
يا شراعا وراء دجلة يجري في دموعي تجنبتك العوادي
سِر على الماء كالمسيح رويدا وأجْرِ في اليَمِّ كالشعاع الهادي
وأتِ قاعا كرفرف الخُلْد طيبا أو كـفردوسه بـشاشـة وادي
قِفْ تمهَّلْ وخُذْ أمانا لقلبـي من عيون المها وراء السّوادِ
والنّواسـيُّ والـندامى أمنهم سامرٌ يملأ الدجـى أو نادِ
خطرَتْ فوقه المهـارةُ تعـدو في غـــبار الآبـاء والأجدادِ
أمة تنشيءُ الحيـاةَ وتــبنـي كـبناء الأبــوّة الأمجـــادِ[4]
سِر على الماء كالمسيح رويدا وأجْرِ في اليَمِّ كالشعاع الهادي
وأتِ قاعا كرفرف الخُلْد طيبا أو كـفردوسه بـشاشـة وادي
قِفْ تمهَّلْ وخُذْ أمانا لقلبـي من عيون المها وراء السّوادِ
والنّواسـيُّ والـندامى أمنهم سامرٌ يملأ الدجـى أو نادِ
خطرَتْ فوقه المهـارةُ تعـدو في غـــبار الآبـاء والأجدادِ
أمة تنشيءُ الحيـاةَ وتــبنـي كـبناء الأبــوّة الأمجـــادِ[4]
ثانيا: بحر المضارع:
عرفنا في وقت سابق أن بحر المضارع يتكون من تكرار مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن مرتين، بواقع مرة في كل شطر.. والآن قرب طاولتك إليك لتدق عليها إيقاعنا.. ابدأ الآن:
دُدُمْ دُمْ دُمْ دُمْدُ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ/دُدُمْ دُمْ دُمْ دُمْدُ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ
كرر هذا مرارا ووتكرار حتى يتأكد لك أن الإيقاع قد استقر في وجدانك..
والآن لن أتركك كثيرا للعبة التخمين التي اعتدناها.. سأقول لك إن الزحافات التي قد تصيب هذا البحر هي (الكف)، وهو حذف السابع الساكن كما عرفت قبل ذلك، حيث تتحول (مفاعيلن) إلى (مفاعيلُ)، وتتحول (فاع لاتن) إلى (فاع لاتُ).. كما يمكن أن يصيب زحاف (القبض) تفعيلة (مفاعيلن) فتتحول إلى (مفاعلن)..
اذهب الآن إلى لعبتنا الأخرى، لعبة الملاحظات.. فلنذهب إلى البيت التالي:
وإن جزت دَار ليلى فلا تنسَ ذكر عهدي
الكتابة العروضية:
وإن جزت/ دار ليلى فلا تنس/ ذكر عهدي
//o/o/ /o//o/o //o/o/ /o//o/o
ماذا رأيت يا صديقي؟ نعم هو كما تقول.. الملاحظة الأولى طبعا أن البيت قد فقد تفعيلة من كل شطر.. هذا يعني أن هذه هي الصورة المجزوءة.. اعلم الآن أن بحر المضارع لا يأتي إلا على هذه الصورة مفاعيلن فاع لاتن.. احفظه الآن هكذا أفضل.
أما الملاحظة الثانية فهي أن التفعيلتين الأولى والثالثة قد أصيبتا بزحاف الكف فتحولتا من (مفاعيلن //o/o/o) إلى (مفاعيلُ //o/o/)، وهذا يحدث دوما في بحر المضارع.
هل تعلم أن هذا هو كل ما يمكننا أن نقوله عن بحر المضارع.. والآن أعد قراءة ما كتبنا قبل أن تدخل بقوة على الألعاب التالية.
اللعبة الأولى:
أكمل ما يلي وفقا لما فهمت:
- بحر المضارع يتكون من تكرار......................... ويأتي على الصورة ......... فقط
- يصيب زحاف.......... تفعيلة مفاعيلن في بحر الخفيف كثيرا فيحولها إلى............
- من الزحافات التي تصيب بحر المضارع أيضا زحاف القبض، وهو.............
اللعبة الثانية:
اختر الكلمة المناسبة إيقاعيًا لتكمل بها البيت:
فنفسي لها حنينٌ و......... له انكسار
- فؤادي - خاطري - قلبي - مهجتي
اللعبة الثالثة:
البيت التالي على بحر المضارع، ولكني سأتعمد الآن أن أخطئ في كتابته.. حاول أن تصل إلى موضع الخطأ..
أيا ليل لا انقضيت ويا نهار لا أتيت
ثالثا: بحر المقتضب:
عرفت أن بحر المقتضب يتكون من تكرار مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن مرتين، بواقع مرة واحدة في كل شطر.. وعليك الآن أن تثبت هذا الإيقاع في قلبك.. تعرف بالطبع ما عليك أن تفعله.. نعم ستسحب طاولتك وتبدأ في الدق عليها:
دُمْ دُمْ دُمْدُ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ/دُمْ دُمْ دُمْدُ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ
ستكرر ذلك الآن مرارا وتكرارا حتى تسير دقات قلبك على هذا الإيقاع.. وقتها اعلم أن كل شيء أصبح يسيرا.
الآن عليك أن تلعب معي لعبة التخمين.. ما الزحافات التي يمكن أن تصيب تفعيلة (مفعولاتُ)؟ إنها تتكون من سبب خفيف، ثم سبب خفيف آخر، ووتد مفروق بعدهما.. الزحافات تصيب ثواني الأسباب كما تعلم، وعليه فإننا هنا يمكننا حذف الثاني الساكن، فتصبح (معولاتُ / /o/o/) وهذا هو الخبن كما تعلم، كما يمكننا حذف الرابع الساكن كذلك، فتتحول إلى (مفعلاتُ /o / /o/).. هذا زحاف الطي يا صديقي..
زحاف الطي يصيب هنا تفعيلة مستفعلن (وجوبا)، فلن نجدها إلا (مستعلن /o/ //o).. وقد تقول لي الآن ولماذا لا يصيب زحاف الخبن (مستفعلن) هنا؟ وسأقول لك ببساطة شديدة ودون عناء.. تخيل معي أن الإيقاع أصبح هكذا (مفعولاتُ متعلن /o/o/o/ ////o).. ما رأيك الآن؟ لقد أصبح لدينا 5 حركات متتالية.. هل اتفقنا قبل ذلك على إمكانية هذا؟ تذكر يا صديقي حديثنا القديم عن الوحدات الإيقاعية المختلفة.
الآن نبدأ سويا لعبة الملاحظات.. اقرأ البيت التالي ودون ملاحظاتك..
قد أتاك يعتذرُ لا تسله ما الخبرُ
الكتابة العروضية:
قد أتاك/ يعتذرُ لا تسله/ م لخبرُ
/o//o/ /o///o /o//o/ /o///o
هات ملاحظتك الأولى يا صديقي.. نعم كما تقول أنت تماما.. إنها الصورة المجزوءة[5]، واعلم الآن أن المقتضب لا يأتي إلا مجزوءا.. يأتي فقط على هذه الصورة: (مفعولات مستعلن[6]).. احفظ هذا يا صديقي.. ردده كثيرا حتى يستقر الإيقاع عندك.
الملاحظة الثانية ستكون بالطبع أن التفعيلة الأولى في كل شطر قد أصيبت بزحاف الطي (حذف الرابع الساكن)، فتحولت من (مفعولاتُ) إلى (مفعلاتُ).. كما أصاب الزحاف نفسه تفعيلتي العروض والضرب، فتحولت (مستفعلن) إلى (مستعلن)، وقد أوضحنا قبل ذلك أنه يحدث وجوبا في هذا البحر.
هذا كل ما يمكننا الحديث عنه في هذا البحر.. والآن لتستعد لألعابنا المعتادة..
اللعبة الأولى:
أكمل ما يلي وفقا لما فهمت:
- بحر المقتضب يتكون من تكرار......................... ويأتي على الصورة ......... فقط
- يصيب زحاف.......... تفعيلة مستفعلن وجوبا في بحر المقتضب فيحولها إلى............
- من الزحافات التي تصيب تفعيلة مفعولاتُ في بحر المضارع زحاف..........، وهو................، وزحاف .........، وهو .....................
اللعبة الثانية:
اختر الكلمة المناسبة إيقاعيًا لتكمل بها البيت:
حامل الهوى ...... يستخفه الطرب
- تَعِبُ - مُتعب - تعبان - مريض
اللعبة الثالثة:
البيت التالي على بحر المقتضب، ولكني سأتعمد الآن أن أخطئ في كتابته.. حاول أن تصل إلى موضع الخطأ..
لا أدعوك من ابتعاد بل أدعوك من كثب
اللعبة الرابعة:
احفظ الأبيات التالية، وحاول أن تغنيها مع إيقاع بحر المقتضب الذي ستعزفه على طاولتك..
حامل الهوى تعب يستخفه الطــرب
إن بكى يحق لـه ليس ما به لعــب
كلما انقضى سبب منك عاد لي سبـب
تعجبين من سقمي صحتى هي العجب
تضحكين لاهيـة والمحب ينتحـب[7]
إن بكى يحق لـه ليس ما به لعــب
كلما انقضى سبب منك عاد لي سبـب
تعجبين من سقمي صحتى هي العجب
تضحكين لاهيـة والمحب ينتحـب[7]
رابعا: بحر المجتث:
تذكر بالطبع أننا قلنا إن بحر المجتث يتكون من تكرار مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن مرتين، بواقع مرة في كل شطر، وتعرف أن عليك الآن أن تشعر بهذا الإيقاع.. ماذا ستفعل؟ أراك بالمناسبة يا صديقي وأنت تجذب طاولتك وتبدأ الدق:
دُم دُمْدُ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ/دُم دُمْدُ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ
أراك أيضا تكرر ذلك الآن.. كرره كثيرا ليسقر داخلك.. ماذا تسمع الآن؟ دقات قلبك تسير على هذا الإيقاع؟ هذا ما نريده، فتذكر ذلك.
الآن مارس هوايتك في التخمين.. تقول لي إن (مستفع لن[8]) هنا قد تصاب بزحاف الخبن، فيحذف الثاني الساكن، فتتحول إلى (متفع لن) وقد تصاب بزحاف الكف، فيحذف السابع الساكن، فتتحول إلى (مستفع لُ)، وقد يجتمع الزحافان معا فتصبح التفعيلة (متفع لُ).. لا تتذكر اسم هذا الزحاف.. إنه (الشكل).. لا تنس أنه حذف الثاني الساكن والسابع الساكن معا.
وماذا يا صديقي عن تفعيلة فاعلاتن؟ نعم نعم.. ما يحدث لـ(مستفع لن) هو ما يحدث لـ(فاعلاتن).. قد تصاب بزحاف الخبن، فتتحول إلى (فَعلاتن)، وقد تصاب بزحاف الكف، فتتحول إلى (فاعلاتُ)، وقد يجتمع الزحافان معا، أي تصاب بزحاف الشكل فتتحول إلى (فَعلاتُ).
الآن علينا أن ننتقل إلى لعبة الملاحظات.. انظر إلى البيت التالي:
في النفسِ شِعرٌ كَثيرٌ يَضِيْقُ عَنه بَيَاني
الكتابة العروضية:
فننفس شعـ/رن كثيرن يضيق عنـ/ ـه بياني
/o/o//o /o//o/o //o//o ///o/o
نعم يا صديقي.. ما يدور في ذهنك صحيح.. ملاحظتك الأولى في محلها.. ستقول إن هذا البيت جاء على الصورة المجزوءة لهذا البحر.. وسأقول لك أنا إن هذا البحر لا يأتي إلا على هذه الصورة (مستفع لن فاعلاتن).. هذا أيسر في الحفظ فلا تنسه بعد الآن.
من الممكن أن تكمل باقي ملاحظاتك الآن.. ملاحظتك الثانية بالضرورة هي أن الخبن أصاب التفعيلة الثالثة، فتحولت (مستفع لن) إلى (متفع لن)، وتفعيلة العروض فتحولت (فاعلاتن) إلى (فَعلاتن).
واعلم الآن أنه لا حديث أكثر من ذلك في هذا البحر، ولتستعد فقط لألعابنا المعتادة.. يمكنك فقط قبلها أن تعيد دق الإيقاع على طاولتك حتى لا يذهب أبدا من رأسك.
اللعبة الأولى:
أكمل ما يلي وفقا لما فهمت:
- بحر المجتث يتكون من تكرار......................... ويأتي على الصورة ......... فقط
- يصيب زحاف الخبن تفعيلة (مستفع لن) فيحولها إلى............، كما يصيب تفعيلة (فاعلاتن)، فيحولها إلى................
- يصيب زحاف الكف تفعيلة (مستفع لن) فيحولها إلى............، كما يصيب تفعيلة (فاعلاتن)، فيحولها إلى................
- زحاف الشكل هو........................
اللعبة الثانية:
اختر الكلمة المناسبة إيقاعيًا لتكمل بها البيت:
إن كان عندك ........ من الجديد فهاتِ
- حاجةٌ - شيءٌ - مرادٌ - مطلبٌ
اللعبة الثالثة:
البيت التالي على بحر المجتث، ولكني سأتعمد الآن أن أخطئ في كتابته.. حاول أن تصل إلى موضع الخطأ..
لا تأمن الزمن والبس لكل حال لباسا
خامسا: بحر السريع:
مر عليك أن بحر السريع يتكون من تكرار مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ مرتين في البيت بواقع مرة في كل شطر.. واسمح لي في هذ البحر فقط أن أكسر قاعدتنا.. لن أتركك أبدا لمحاولة عزف إيقاع هذا البحر قبل أن أقول لك الآتي:
يا صديقي إننا أمام مشكلة حقيقية تخالف كل ما اتفقنا عليه.. ألم نتفق على أننا لا نقف أبدا على متحرك، وأننا إذا وقفنا على متحرك وجب إشباعه؟ قلنا هذا واتفقنا عليه ولم نجد ما يعارضه أبدا قبل ذلك.. الآن يبدو لنا –للوهلة الأولى- أن هذا ليس مستقرا في هذا البحر.. إن آخر تفعيلة هنا (مفعولاتُ)، وهي منتهية بمتحرك كما ترى، فكيف هذا؟[9].. يا صديقي لا تقلق، ولا تغضب، ودعك من الحيرة.. لن ننتهي بمتحرك أبدا، فلن تجد (مفعولاتُ) أبدا هكذا.. سنجد لها صورا متعددة من خلال الزحافات والعلل تنتهي جميعها بساكن فتختفي الأزمة والمشكلة.
نتكلم الآن عن الاحتمالات التي قد نرى عليها تفعيلة (مستفعلن).. لنلعب لعبة التخمين كعادتنا.. عندنا ثلاثة احتمالات يمكننا أن نرى عليها (مستفعلن /o/o//o).. الاحتمال الأول هو حذف الثاني الساكن فتصبح (متفعلن / /o//o) وهذا هو الخبن كما تعرف، والاحتمال الثاني هو حذف الرابع الساكن فتصبح (مستعلن /o/ //o) وهذا هو الطي، أما الاحتمال الثالث والأخير فهو حذف الثاني والرابع معا فتصبح (متعلن / / //o)، وهذا هو الخبل إن كنت نسيت..
الآن نذهب إلى لعبة الملاحظات.. فلنر تعامل الشعراء مع هذا الإيقاع، وكيف تتغير (مفعولات) هذه إلى صور متعددة.
ومن دعا الناس إِلى ذَمِّهِ ذَمّوهُ بِالحَقِّ وبِالبَاطلِ
الكتابة العروضية:
ومن دع نـ/ناس إِلى/ ذَممهي ذمموه بلـ/حقق وبلـ/باطلي
//o//o /o///o /o//o /o/o//o /o///o /o//o
سننتهي الآن من الملاحظات البسيطة أولا، لنتفرغ إلى قضية (مفعولاتُ /o/o/o/) بعدها.. الملاحظة الأولى هي دخول الخبن على التفعيلة الأولى، فتحولت إلى (متفعلن)، والملاحظة الثانية هي دخول الطي على التفعيلة الثانية في كل شطر، فنراهما (مستعلن).
الآن جاء الدور على تفعيلتي العروض والضرب (مفعولاتُ).. سنحل الأزمة خطوة خطوة فلا تقلق.. ماذا لو حذفنا السابع المتحرك من نهاية التفعيلة؟ ستتحول إلى (مفعولا).. هذه علة تسمى الكشف، فلا تنس ذلك.. وماذا لو أصاب الطي تفعيلة (مفعولا /o /o /o) هذه؟ ستتحول إلى (مفعلا /o / /o).. نعم لقد حدث كل ذلك هنا وفقا للنظرية العروضية يا صديقي، فلا تتعجب الآن إن قرأت أن هذه التفعيلة الأخيرة مكشوفة مطوية، فهذا معناه أنها مصابة بعلة الكشف وزحاف الطي في الوقت ذاته. ولن تتعجب الآن أيضا إن سمعت البعض يقول لك إن بحر السريع يأتي على إيقاع (مستفعلن مستفعلن فاعلن)، ألم تلاحظ أن (مفعلا //o/o) هي ذاتها (فاعلن /o//o)؟ إنهما شيء واحد يا صديقي.
ولننظر إلى البيت التالي:
أَعقِلُ فِي قَولِي وَلَكِنَّنِي مِنْ بَعْدِهِ أَجْهَلُ فِي فِعلِي
الكتابة العروضية:
أعقل في/ قولي ولا/ كننني من بعدهي/ أجهل في / فعلي
/o///o /o/o//o /o//o /o/o//o /o///o /o/o
قبل أن تذهب سريعا لتفعيلتي العروض والضرب للبحث عن صورة (مفعولات)، لا تنس أن تقوم بتدوين ملاحظاتك عن تفعيلات الحشو.. ما ملاحظتك الأولى؟ نعم.. التفعيلة الأولى مطوية (مصابة بزحاف الطي)، وكذلك التفعيلة الثانية في الشطر الثاني.
الآن اذهب إلى تفعيلة العروض.. ما رأيك فيها؟ ستقول الآن والابتسامة تملأ وجهك: "إنها مكشوفة مطوية، فقد أصيبت بعلة الكشف وزحاف الطي، فتحولت إلى (مفعلا /o//o)".. يا لك من رائع.. لقد حفظت ذلك سريعا..
وماذا عن تفعيلة الضرب؟ ستسألني كيف أصبحت على هذا الشكل (/o/o).. لقد فقدت التفعيلة هنا الوتد المفروق كاملا.. لقد أصابتها علة تسمى الصلم، فتحولت إلى (مفعو) فقط.
انظر الآن هذا البيت:
غضّي جفونَ السّحرِ أَو فَارحَمِي مُتيَّمًا يَخشَى نِزَال الجفونْ
الكتابة العروضية:
غضضي جفو/ ن سسحر أو/ فرحمي
/o/o//o /o/o//o /o//o
متييمن/ يخشى زوا/ للجفون
//o//o /o/o//o /o//oo
لقد أصبح الأمر يسيرا عليك.. ستقول لي الآن إن الملاحظة الأولى هي أن التفعيلة الأولى في الشطر الثاني جاءت مخبونة (مصابة بزحاف الخبن)، فقد حذف منها الثاني الساكن.
أما الملاحظة الثانية فهي أن تفعيلة العروض جاءت مكشوفة مطوية (مصابة بعلة الكشف وزحاف الطي)، وقد أصبح هذا أمرا واضحا. ولكنك الآن تسأل نفسك: "ماذا أصاب تفعيلة الضرب؟"، والإجابة يا صديقي باختصار أننا أسكنا المتحرك السابع، فأصبحت التفعيلة هكذا (مفعولاتْ /o/o/oo) وهذه علة تسمى الوقف، ثم جاء زحاف الطي (حذف الرابع الساكن)، فأصبحت (مفعلاتْ /o//oo).. تستطيع أن تقول الآن إن هذه التفعيلة موقوفة مطوية.. لا تنس هذا مطلقا.
وننهي رحلتنا مع بحر السريع بهذا البيت:
خَلَّيْتُ قَلبي في يَدَيْ ذات الخالْ
الكتابة العروضية:
خلليت قلـ/ بي في يدي/ ذات لخال
/o/o//o /o/o//o /o/o/oo
سمعتك تقول سريعا إن هذا البيت جاء على الصورة المشطورة، فقد فقدنا نصف عدد التفعيلات، ولي ملاحظة واحدة أخرى، وهي أن التفعيلة الأخيرة جاءت موقوفة حيث أصيبت بعلة الوقف، فأسكنا المتحرك السابع (الأخير).
هذا هو كل شيء.. اقرأ ما قلناه عن بحر السريع مرة ثانية، فمعلوماته كثيرة يا صديقي، وبعدها استعد لألعابنا التي اعتدناها.
اللعبة الأولى:
أكمل ما يلي وفقا لما فهمت:
- بحر السريع يتكون من تكرار.........................
- يصيب زحاف الخبن تفعيلة (مستفعلن) فيحولها إلى............، ويصيبها الطي، فيحولها إلى.............، ويصيبها الخبل، فيحولها إلى.............
- يصيب زحاف الخبن تفعيلة (مفعولاتُ) فيحولها إلى............، كما يصيبها زحاف الطي، فيحولها إلى...............
- تتحول (مفعولات) إلى (مفْعلا أو فاعلن)، عن طريق ...................................................
اللعبة الثانية:
اختر الكلمة المناسبة إيقاعيًا لتكمل بها البيت:
كأنَّ هَذَا الليلَ قَد......... أو أنه اشتاق لوجه الصّباحْ
- كرهني - ملَّني - ملَّ مني - لا يحبني
اللعبة الثالثة:
البيت التالي على بحر السريع، ولكني سأتعمد الآن أن أخطئ في كتابته.. حاول أن تصل إلى موضع الخطأ..
أضنيتني بالفراق ما أظلمك فارحم عسى الرحمن أن يرحمك
اللعبة الرابعة:
يقول بشارة الخوري:
أضنيتني بالهجر ما أظلمك فارحم عسى الرحمن أن يرحمـك
ولاي حكـمتك في مُهـتي فـارفـق بها يفديك من حكمــك
ما كان أحلى قُبلات الهوى إن كنت لا تــذكُر فاسأل فمــك
تمر بي كـأنني لـم أكـن ثـغـرك أو صـدرك أو معصمك
لو مر سيفً بـيـننا لم نكن نعلمُ هل أرى دي أم دمــــك[10]
سادسا: بحر المنسرح:
اتفقنا أن بحر المنسرح يتكون من تكرار مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن مرتين في البيت، بواقع مرة في كل شطر.. الآن ابدأ في الدق على طاولتك هذا الإيقاع.. كرره كثيرا كما نفعل في كل مرة حتى يستقر الإيقاع في أذنك.. في وجدانك.. في قلبك..
دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُمْدُ دُمْ دُمْ دُدُمْ/دُمْ دُمْ دُدُمْ دُمْ دُمْ دُمْدُ دُمْ دُمْ دُدُمْ
الآن نبدأ في لعبة التخمين.. الحقيقة أنه لم يعد تخمينا يا صديقي.. لقد أصبح مراجعة لما قلناه في أكثر من موضع.. هل أنت في حاجة لأن تخمن أن تفعيلة (مستفعلن) قد تصاب بزحاف الخبن، فتتحول إلى (متفعلن)، وقد تصاب بالطي، فتتحول إلى (مستعلن)؟ أنت تعرف ذلك قطعا.. وتعرف كذلك أن الزحافين أنفسهما قد يصيبان (مفعولاتُ) فتتحول إلى (معولاتُ) مع الخبن، و(مفْعلاتُ) مع الطي.
جهز نفسك الآن للعبة الملاحظات.. اقرأ هذا البيت ولاحظ جيدا..
أيّتهَا النّفْس أجْمِلي جَزَعَا إنّ الذي تحذرينَ قد وقعَا
الكتابة العروضية:
أييتهنـ/ نفس أجمـ/ لي جزعا
/o///o /o//o/ /o///o
إنن للذي/ تحذرين/ قد وقعا
/o/o//o /o//o/ /o///o
هذا البيت كما ترى على الصورة التامة، ولكن هيا قل لي ملاحظاتك.. ستقول بالطبع إن الملاحظة الأولى هي أن التفعيلة الأولى قد أصيبت بزحاف الطي، فتحولت من مستفعلن إلى مستعلن، والأمر ذاته حدث في تفعيلتي العروض والضرب.. أما الملاحظة الثانية فهي أن التفعيلتين الثانية والخامسة قد أصيبتا كذلك بزحاف الطي فتحولتا إلى (مفعلاتُ).
ولنذهب إلى البيت التالي:
يقول للريح كلما عصفت هل لك يا ريح في مباراتي
الكتابة العروضية:
يقول لر/ ريح كللـ/ ما عصفت
//o//o /o//o/ /o///o
هل لك يا/ ريح في مـ/بـاراتي
/o///o /o//o/ /o/o/o
ابدأ الآن في ملاحظاتك.. دونت عندك قطعا أن الملاحظة الأولى هي أن التفعيلة الأولى مصابة بزحاف الخبن، وأن التفعيلات الثانية والثالثة والرابعة والخامسة قد أصيبت بزحاف الطي.. الجديد هنا هو ما حدث لتفعيلة الضرب.. لقد حذف الساكن الأخير يا صديقي وأسكن ما قبله، فتحولت مستفعلن إلى مستفعلْ.. هذه علة القطع يا صديقي فتذكر.. (حذف الساكن الأخير من التفعيلة المنتهية بوتد مجموع مع إسكان ما قبله).
الآن نستطيع أن نقول إننا قد تحدثنا عن أهم ما في هذا البحر، فاستعد لألعابنا المعتادة.. ولكن قبل أن تبدأ.. لم لا تراجع مرة أخرى على ما ذكرناه بشأن بحر المنسرح؟
اللعبة الأولى:
أكمل ما يلي وفقا لما فهمت:
- بحر المنسرح يتكون من تكرار.........................
- تصيب علة........... تفعيلة مستفعلن، فتتحول إلى .............
- زحافا .........، و......... يأتيان كثيرا في بحر المنسرح.
اللعبة الثانية:
اختر الكلمة المناسبة إيقاعيًا لتكمل بها البيت:
والمخلفَ المتلفَ المرزّأَ لمْ يُمْتَعْ .......... ولمْ يمُتْ طَبَعَا
- بهوانٍ - بقلة حيلةٍ - باستضعاف - بِضَعْفٍ
اللعبة الثالثة:
البيت التالي على بحر المنسرح، ولكني سأتعمد الآن أن أخطئ في كتابته.. حاول أن تصل إلى موضع الخطأ..
ما أطول الليل عند فرقتنا وأقصر الليل حينما نجتمع
اللعبة الرابعة:
احفظ الأبيات التالية، وحاول أن تغنيها مع إيقاع بحر المنسرح الذي ستعزفه على طاولتك..
يقول صفي الدين الحلي:
قـالَتْ كَحَلتَ الجُفونَ بِالوَســنِ
قُـلتُ اِرتِـقاباً لَطيفِكِ الحَســنِ
قـالَتْ تَـسَلَّيتَ بَـعدَ فُرقَتِنــا
فَقُلتُ عَن مَسكَني وَعَن سَــكَني
قـالَتْ تَـشاغَلتَ عَن مَحَبَّــتِنا
قُـلتُ بِـفَرطِ البُكـاءِ وَالحَـزَنِ
قـالَت تَـناسَيتَ قُلتُ عافِيَتـي
قالَت تَناءَيتَ قُلتُ عَن وَطَنــي
قالَت تَخَلَّيتَ قُلتُ عَن جِلــدي
قـالَت تَغَيَّرتَ قُلتُ في بَدَني[11]
الآن لك أن تأخذ نفسا عميقا.. لقد انتهينا من الدائرة الخامسة.. ليس هذا فقط.. لقد انتهينا من دراسة علم العروض، لنبدأ رحلتنا مع العنصر الأبرز في الإيقاع على مدار الشعر العربي.. إنه القافية يا صديقي.. فتعال لنتعرف عليها معا.
تعليقات
إرسال تعليق