لقاء تليفزيوني
لقاء تليفزيوني يجمع بين ثلاثة من الشعراء، بالإضافة إلى
المقدم الذي يدير الحوار بينهم..
المحاور:
|
أهلا بكم أيها الشعراء، لقد جمعت بينكم في مناظرة
أدبية لكي أتعرف عليكم عن قرب؛ كما أود أن أعرف أكثر عن مدارسكم التي تمثلونها. والآن
أحب أن أعرف ما مفهوم الشعر لديكم؟
|
|
العقاد: أحب أن أعرفك أني أنتمى لمدرسة الديوان،
ومفهوم الشعر لديّ هو تعبير عن النفس الإنسانية وما يتصل بها من تأملات فكرية
ونظرات فلسفية، فلذلك غلب على شعري الذهنية الجافة.
|
ميخائيل:
|
أما أنا أنتمي لمدرسة المهجر، وقد أعلنت الثورة على
الشعر التقليدي، ودعوت إلى التجديد في الشعر من حيث الشكل والمضمون، وكنت أكثر
انطلاقا وتحررا.
|
المحاور:
|
عظيم، وماذا عنك يا أبا شادي؟
|
أبو شادي:
|
أنا أنشأت جماعة أبوللو، والشعر لدي هو تعبير عن العاطفة
حتى غلبت عليّ العاطفة الحادة.
|
المحاور:
|
إذن نحن أمام ثلاث مدارس أدبية متقاربة ولكنها مختلفة
في الوقت ذاته، ومن المؤكد أنها تختلف في النشأة، فحدثوني عن سبب انتمائكم إلى
هذه المدارس؟
|
ميخائيل:
|
بالنسبة إليّ، فقد هاجرت من بلادي بسبب الظلم والقهر
من الاحتلال، فلم أجد من يقدر شعري بسبب طبقات الأغنياء التي سيطرت على كل شيء.
|
العقاد:
|
وأنا أيضا هربت ولكن من الواقع الأليم إلى عالم الخيال
بسبب الاحتلال الذي منع الشعب عن التعبير عما يدور في أذهانهم، لهذا لجأت إلى
التجديد والطبيعة.
|
أبو شادي:
|
سبب انتمائي لمدرسة أبوللو مختلف تماما عن هؤلاء. فأنا
ظهرت على الساحة الأدبية لكي أجمع بين المذاهب الشعرية المختلفة، ولكي أسمو بها،
كما جددت في شكل القصيدة العربية.
|
المحاور:
|
أسباب حزينة، ولكنها أصبحت عظيمة بعد ظهور هذه المدارس،
وأحييك يا أبا شادي على فعلك الحسن وقدرتك على جمع الشمل.
|
أبو شادي:
|
أشكرك.
|
المحاور:
|
لقد تحدثتم من قبل عن تجديدكم في القصيدة العربية،
فماذا أحدثتم بها؟ تفضل يا أبا شادي.
|
أبو شادي:
|
التجديد بالنسبة لي كان من حيث الشكل والمضمون.
من حيث الشكل: فقد ملت إلى تحرير القصيدة من الوزن
والقافية، وإلى الموسيقى الهادئة، وعدم التكلف في الألفاظ. واستخدمت الشعر
المرسل، وابتعدت عن شعر المناسبات. ونوعت بين عدد التفعيلات في الشطر الواحد،
وقسمت القصيدة إلى مقاطع.
ومن حيث المضمون: استعملت اللغة استعمالا جديدا، كما
استخدمت الألفاظ الأجنبية، وتعددت الموضوعات الشعرية لديّ.
|
المحاور:
|
رائع، من منكم اتفق مع أبي شادي في تجديداته في
القصيدة؟
|
العقاد:
|
نعم، لقد اتفقت معه في استخدام الشعر المرسل، وعدم
الالتزام بالوزن والقافية في القصيدة، وعدم استخدام شعر المناسبات.
|
ميخائيل:
|
اختلف تجديد قصيدتي عنهما في أشياء كثيرة نتيجة
الأجواء التي عشتها، فعبرت عن مواقف الإنسان الحياتية، ودعوت إلى تهذيب النفس، والسماحة
الدينية والنظر إلى المجتمع نظرة حياة وإرادة خير. كما اتفقت معهما في الربط بين
الأفكار والموسيقى والعاطفة لتكون كالجسم الحي في القصيدة، كما أنني تمسكت
بالوحدة العضوية مثلهما.
|
المحاور:
|
على الرغم من تجديدكم في قصائدكم المختلفة، فإن هناك
أشياء تربط بينكم. فكيف تنظرون الى الطبيعة وماذا تمثل لكم؟
|
العقاد:
|
الطبيعة بالنسبة إليّ هي الملجأ الذي هربت إليه بسبب
حياتي المقيدة بالاستعمار.
|
أبو شادي:
|
وأنا أحب الطبيعة وجمالها، ولكن عندما أدرك زوالها تسيطر
عليّ نظرة التشاؤم والحزن.
|
المحاور لأبي شادي:
ثم لميخائيل:
|
حقيقة يبدو عليك التأثر بجميع المذاهب الأدبية..
وما رأيك في الطبيعة يا ميخائيل؟
|
ميخائيل:
|
نظرتي للطبيعة مختلفة فأنا أنظر إليها في كل ما هو
جميل، فليس هناك جمال مطلق يختلف فيه ذوقان.
|
المحاور:
|
أريد أن أقدم إليكم الشكر على ما قدمتموه لمدارسكم
الشعرية حتى أصبحت أعظم المدارس في الساحة الأدبية، أشكركم جميعا.
|
انتهى..
إعداد الطالبات
هاجر السيد عبد اللاه منى سيد محمد
ندى محمد
تعليقات
إرسال تعليق