نقابة الشعراء!

 
يظهر عند دخول النقابة إعلان على لوحة كبيرة مكنوب بها: "تعلن نقابة الشعراء عن فتح باب الترشح لمنصب نقيب الشعراء وعلى من يرغب في الترشح تقديم برنامجه الانتخابي مبينًا فيه وجهه نظره للشعر".
يتقدم ثلاثة من الشعراء للترشح وتعقد مناظرة ليعرض كل واحدٍ منهم وجهة نظره. توجد منصة عالية لإقامة مناظرة بين المرشحين الثلاثة الذين أعلنوا ترشحهم.. وتتكون المنصة من ثلاث خلايا، وواحدة للمحاور الذي يدير هذه المناظرة.. تبدأ المناظرة، ونسمع صوت المحاور.
 
المحاور:
نرحب أولا بالشعراء الثلاثة، أما الآن فسوف تقام مناظرة بين الشعراء حيث يعرض كل شاعر منهم وجهة نظره في الشعر التي بنى عليها برنامجه الانتخابي، فلنبدأ أولا بك أيها الشاعر، ما وجهة نظرك في الشعر؟
مطران:
أنا من أسست هذا المذهب الرومانسي الذي سار عليه من جاء بعدي، فلقد تأثرت بالشعراء الرومانسيين الفرنسيين وبالثقافة الفرنسية بصفة عامة.. هجرت وطني عند الاستعمار لأبحث عن حريتي وأستمتع بجمال الطبيعة الخلابة.. أحاورها وأبث روح الحياة فيها وأكشف ما فيها من أسرار وأحقق فيها المثل العليا الخالدة، ولا أنسى مع ذلك نفسي فأنا أحاورها، أهتم بالإنسان، فأنا أحب البشر وأنتقد الظلم ويسودني العدل والرحمة.
أما الشعر لدي فهو وجدان، فأنا أبتعد عن التكلف وأستعمل اللغة الملائمة، وألفاظي تتسم بالرقة والبساطة، فالقصيدة لدي تتميز بالوحدة الموضوعية ووحدة الجو النفسي.. كما أتمسك بالقديم وهذا واضح في المحافظة على سلامة اللفظ وفصاحته والالتزام بوحدة الوزن والقافية، أما الصورة الفنية فهي مليئة بالحياة والحركة، ووسيلة التعبير لدي تعتمد على القصة فهي أفضل وسيلة للتعبير التي تكون مليئة بالشخصيات التي تتحاور وتتصارع للتعبير عن مكوناتها الوجدانية.. الخلاصة أن شعري يعبر عما يدور في قلبي.
المحاور:
حسنًا وأنت أيها الشاعر.. ماذا ستقدم لنا عن مفهوم الشعر؟
العقاد:
أنا لا أنسى الماضي ومتأثر به لكني أعمل على التجديد والتحرر والخروج عنه، فأنا آخذ بمذاهب الأدب الحديث، ولقد اتجهت إلى التجديد عندما وجدت نفسي ممن يمثلون الشباب العربي وهو يمر بأزمة فرضها الاستعمار على الوطن العربي حيث نشر الفوضى والجهل بين أبنائه في محاولة منه لتحطيم الشخصية العربية الإسلامية، عندئذ تصادمت آمالي مع الواقع الأليم الذي لا أستطيع تغييره فلجأت إلى الطبيعة لأبث لها آمالي الضائعة وأتأمل في الكون وأتعمق في أسرار الوجود، ويميل شعري إلى الاستقلال والصدق في التعبير.. أتحرر من القيود الصناعية، وأجدد في القالب الشعري باتباع نظام المقطوعة والشعر المرسل. وأتطلع إلى الثقافة الإنجليزية، وفي شعري أعبر عن النفس وأوضح فيه الجانب الفكري والجانب العاطفي في الوقت ذاته.
أما عن الشعر لدي فهو تعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من خلال وجدانه، فليس منه شعر المناسبات والمجاملات، ولا شعر الوصف الخالي من الشعور، ولا شعر الذين ينظرون إلى الخلف ويعيشون في ظلال القديم، ويعارضون القدماء عجزًا عن التجديد والابتكار، بينما الشعر الجيد هو ذلك الذي يقوله هؤلاء الشبان الذين ينظرون إلى الأمام معبرين عن ذواتهم وعواطفهم، وما يسود عصرهم من أحداث ومشكلات.
تحدث بعد ذلك مُشادة بين أحد الشعراء المرشحين وشخص يحضر المناظرة ولكنه مخالف لهذا الشاعر، مما جعل المرشح الأخير للمنصب "أبو شادي" يدخل في الحديث مباشرة عن مفهومه للشعر، فيقول:
 
 
 
 
لقد تأثرت بالشعراء الرومانتيكيين الأوروبيين خاصة الإنجليز وكانت ذلك نتيجة لمعرفتي بالثقافة الأجنبية، كما أنني أعتمد على التجربة الذاتية والحوار الداخلي، أستعمل اللغة استعمالاً جديدًا بما تدل عليه من إيحاء، وأستعمل الكلمات الأجنبية والأسطورية، أميل إلى التجسيد والتشخيص، وأحب الطبيعة، وأتعلق بجمالها، والافتتان بها، وتشخيصها ومناجاتها، ويسودني التشاؤم والاستسلام للأحزان والآلام واليأس.
أما عن موضوعاتي فهي تتنوع بين الطبيعة والمرأة والأمل والحنين والذكريات، وأبتعد عن شعر المجاملات والشعر السياسي، كما أنني أميل إلى تحرير القصيدة من وحدة القافية، عن طريق تعدد القوافي في القصيدة الواحدة، وتقسيم القصيدة إلى مقاطع متأثرًا في ذلك بالموشحات الأندلسية، والميل إلى الموسيقى الهادئة لا الصاخبة، والإكثار من البحور القصيرة والمجزوءة. وأنا أحب الطبيعة وأتـأملها مما جعلني أدرك نهايتها والحزن عليها فيظهر التشـاؤم في شعري.
ومع نهاية حديث الشاعر الأخير ينهي المحاور المناظرة ويترك التصويت لمن يقع عليه الاختيار.
 
                                                                                   انتهى..
 
إعداد الطالبتين:
أميرة مصطفى إبراهيم                                        آية أحمد محمد عبد العظيم



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تلعب العروض؟

الشعر العربي الحديث

من أعمال الطلاب